الثلاثاء، 25 أبريل 2006

حواسيب غالية الثمن، عالية الأداء

في السنوات الماضية ركزت كثيراً على الحواسيب الرخيصة التي تقدم أداء جيداً يكفي لإنجاز معظم المهمات التي قد يؤديها أي شخص، فكتبت عن ألفاسمارت وهي لوحات مفاتيح ذكية وبسيطة، وكتبت عن حاجتنا للحواسيب البسيطة وعن نوكيا 770 وهو جهاز صغير مخصص لتصفح الشبكة ولا يحوي خصائص الاتصال الهاتفي.

ماذا عن القطاع الآخر من سوق الحواسيب؟ إذا درس أحدكم الإدارة والتسويق سيرى أن كل سوق يحوي مجموعة قطاعات تقسم حسب أعمار العملاء أو حسب أسعار المنتجات، ففي سوق السيارات مثلاً، هناك سيارات فخمة، مرتفعة الثمن وتنتج بكميات قليلة، وتتنافس العديد من الشركات في هذا القطاع مثل شركة رولز رويس وبنتلي ومايباخ، القطاع الثاني يحوي سيارات أقل فخامة وأقل سعراً لكنها لا زالت غالية الثمن على الكثير من الناس، وتتنافس في هذا القطاع شركات مختلفة مثل مرسيدس وبي أم دبليو وغيرها، وهناك قطاعات أخرى للسيارات الرياضية عالية الأداء والسيارات الشعبية الرخيصة.

سوق الحواسيب يمكن تقسيمه إلى أربعة أقسام أو أكثر، سأركز هنا على قطاع الحواسيب عالية الأداء عالية الثمن وموجهة بشكل أساسي لمحبي الألعاب وليس للمحترفين في مجالات الهندسة والتصميم.

هناك العديد من الشركات التي تتنافس في هذا السوق، في الماضي القريب لم يكن أحد يهتم بهذا القطاع سوى القليل من الشركات، منها ألينوير، وهي شركة أمريكية يقع مقرها في مدينة ميامي، ولا أعتقد أنني سأجد موضوعاً يتحدث عن هذه الشركة أفضل مما كتبه الأخ شبايك بعنوان: حواسيب غرباء الفضاء، في الحقيقة موضوعه هو الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع.

aاليوم هذه الشركة لا تبيع فقط حواسيب الألعاب بل المزودات والحواسيب النقالة وكذلك حواسيب موجهة لقطاع الأعمال ومنتجات أخرى مثل مشغلات MP3 ومنتجات أخرى تتعلق بالألعاب.

هناك شركات أخرى منافسة، مثل فودو بي سي وهي شركة كندية أسست في عام 1991م وتضم اليوم ما يقرب من 40 موظفاً، وتنتج حواسيب الألعاب وحواسيب الوسائط المتعددة وكذلك الحواسيب النقالة، والشركة تقدم دعماً فنياً عبر منتدياتها ورئيس الشركة يكتب في مدونته عن الشركة ومنتجاتها والمنافسين.

هناك أيضاً سيفرو وهي شركة بريطانية، وفالكون نورثويست الأمريكية، وكلاهما ينتجان حواسيب الألعاب وحواسيب نقالة.

كل هذه الشركات تتميز بأنها تنتج حواسيب عالية الأداء وعالية الجودة وأسعارها ليست رخيصة فهي تبدأ من 2500 دولار وقد تصل إلى أكثر من 13 ألف دولار، تصاميم هذه الحواسيب مميزة ولها شخصية مختلفة، أما الجمال والقبح فأترك لكل شخص منكم أن يحكم بنفسه، شخصياً لا تعجبني الألوان الفاقعة الخضراء والزرقاء والحمراء، ولا تعجبني الصور المتطرفة كالجماجم أو رموز أخرى تضعها هذه الشركات على حواسيبها، الاستثناء الوحيد هنا هي شركة ألينوير حيث أن بعض حواسيبها تمتلك تصميماً جميلاً.

ماذا عن أسواقنا؟

الذي أعرفه أن كل هذه الشركات لا تبيع منتجاتها إلا في أسواق محدودة وفي الغالب الولايات المتحدة وأوروبا، وقد رأيت صورة أحد حواسيب فودو في موقع شخصي إمارتي، لكن لا أدري كيف اشترى هذا الشخص حاسوباً من هذه الشركة، لعل الشركة تبيع لكل دول العالم، على أي حال، هل من الممكن أن تنجح شركة مماثلة في أسواقنا؟

شخصياً أرى أن هناك إمكانية كبيرة لنجاح مثل هذه الفكرة، على أساس أن تتميز الشركة وتبدع في الإنتاج والتسويق وتكوين علاقة متينة مع الزبائن، من الضروري أن تكون للشركة صورة مختلفة متميزة تخرج بها عن صورة الشركات التقليدية المتنافسة في أسواقنا، ومن الضروري أن تركز الشركة على جودة المنتجات، فلا يقبل بحاسوب مرتفع السعر أن يستخدم مواد رخيصة أو قطع تتوقف عن العمل بسهولة، والأهم من كل هذا يجب أن تؤسس الشركة علاقة متينة مع الزبائن، علاقة شخصية مباشرة وصريحة وتقدم لهم كل الدعم عن طريق وسائل مختلفة كالمدونات والمنتديات والاتصال الشخصي المباشر.