الجمعة، 28 يوليو 2006

أنصاف الرجال لا يستحون!

لا أدري إن كان بعض المسؤولين في الحكومات العربية يدركون فعلاً ما يقولونه ويصرحون به لوسائل الإعلام، لا أدري إن كان هؤلاء يملكون بقية من الحياء والعقل والرجولة لأنني متأكد أن بعض المسؤولين العرب فقدوا هذه الأشياء وبعضهم سيفقدها قريباً مع ازدياد التصريحات التي يلقونها يميناً وشمالاً.

أحدهم يتحدث عن عملية السلام التي لا زالت مهددة بالموت منذ سنوات بسبب ما ترتكبه دولة العدو الصهيوني من مذابح مجانية كل يوم، ولا زال يعقد الأمل على إحياء عملية السلام في المنطقة، ولا زال يأمل في أن يضبط العرب أنفسهم حتى لا يغضبوا حكومة دولة إخوان القردة، ويأمل أن تقوم الحكومات العربية بمنع أي هجمات تضر بمصالح دولة العدو، والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك مطالباً بعدم نقد إسرائيل في الإعلام وحذف كل ما يدعوا لكراهية هذه الدولة المسالمة في المناهج التعليمية.

مسؤول آخر يتحدث عن _استياءه البالغ_ مما تفعله إسرائيل ويدعوا جميع الأطراف بضبط النفس لكي لا نجر المنطقة إلى حرب إقليمية، ثم لا ينسى أن يكرر الإسطوانة التي حفظناها بأنه يطالب مجلس الأمن والحكومة الأمريكية والأمم المتحدة وجميع المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدم، يتنحنح بعد هذا التصريح الخطير ويدير رأسه إلى اليمين قليلاً لكي يستمع إلى سؤال أحد الصحفيين.

سؤالي إلى هؤلاء المسؤولين: ألا تستحون؟ قليل من الحياء والرجولة وأنتم تصرحون إلى وسائل الإعلام، هذا كل ما أطالبكم به.

أصبح الفرد في أي دولة عربية أكثر وعياً من أن تخدعه تصريحاتكم فهي كما تعودنا عليها مجرد تصريحات للاستهلاك، لأن دولة العدو الصهيوني داست على كل مطالبكم وكرامتنا، ومجلس الأمن لا يريد الأمن إلا لمن يملك القوة، والقوة مع عدونا اليوم، أما السلام فهو وهم مات منذ وقت طويل.

أتمنى أن يصرح أحدكم ويقول: لا بد من المواجهة والمقاومة وليس لدينا خيار آخر غير ذلك، صدقني أيها المسؤول العربي، لو قال أحدكم مثل هذا الكلام، فقط قاله لوجدت الشارع العربي كله يرحب به أشد الترحيب، لكن هذا لن يحدث، لأن النفوس لم تتغير، وستمضي أجيال كثيرة إلى أن يحدث التغيير المطلوب وتصبح ثقافة المقاومة هي الأصل.

المواجهة مع العدو الصهيوني قادمة لا محالة، لا يمكن لأي شخص عاقل مدرك أن يفكر بأن إسرائيل تريد السلام، نعم هي تريد السلام بشروطها هي فقط، وشروطها إن طبقت على أرض الواقع تعني أن نبقى مقسمين ضعفاء وتدوس أكثر على كرامتنا ونصبح مجرد دمية لا أكثر.

إن أردنا العدل والحق فلا بد أن نستعد للمواجهة، للحرب، للجهاد، لا منطق يفهمه إخوان القردة سوى منطق السلاح، ومن يظن يوماً أن السلام قادم فعليه أن يستيقظ لأن السلام لن يأتي أبداً إلا مع زوال دولة العدو.

منطق يفهمه بعض أطفالنا ولا يريد أن يفهمه أنصاف الرجال في حكوماتنا العربية.