الاثنين، 2 أبريل 2007

رضيت أم لم ترضى … سنزعجك!

تصور معي هذه القصة الصغيرة، جاء أحدهم وطرق باب المنزل بقوة معلناً أنه جاء لفعل الخير، فتحت الباب فألقى عليك مباشرة محاضرة بدون حتى أن يستأذن قبل أن يقول أي شيء، سمعت منه أنه يريد الخير لك وأن الناس معرضون عن قراءة المفيد وأنه سيقدم لك ملخصاً مفيداً كل أسبوع، مجموعة من المقالات المفيدة المطبوعة الجاهزة وأنت عليك فقط أن تقرأ، قبل أن تفتح فمك لتعتذر له أغلق باب منزلك في وجهك وذهب!

مر أسبوع قضيته في الحديث مع الناس من حولك عن هذا الشخص الغريب، وظننت أنه مجرد شخص أخطأ العنوان، في يوم ما سمعت طارقاً يكاد يحطم بابك، ويرمي بأوراق على الباب لكي تقرأها ثم ذهب حتى قبل أن تفتح الباب وتطلب منه أن يكف عن رمي هذه الأوراق على باب منزلك.

في الأسبوع التالي وقفت على الباب في الساعة التي تظن أن الرجل سيأتي فيها، وبالفعل جاء الرجل ورمى الأوراق في وجهك وذهب بدون أن يقول كلمة، أمسكته لتحدثه فقذفك بعيداً، صرخت عليه بقوة: لا أريد أوراقك، فابتعد ضاحكاً وهو يغني: طريقك مسدود مسدود يا ولدي.

أتظن أنها قصة من وحي الخيال؟ بل هي واقع يعيشه الكثير منا، أناس يقومون بوضع ملصقات إعلانية على الأبواب ليشوهوا منظر المنزل، صحف إعلانية ترمي نفسها كل أسبوع على أبواب المنازل، مطاعم ومقاهي توزع قوائم الطعام في كل حارة وكل منزل وبعضهم يتجرأ ويعلق إعلانه على أبواب المساجد.

إن كنا نريد أن نصف هذه التصرفات فشخصياً لا أجد غير أن أقول: وقاحة.

من يظن أنه يفعل خيراً بوضع إعلانات على أبواب الناس فعليه أن يعيد التفكير في ذلك أو بالأحرى عليه أن يتوقف عن فعل ذلك لأنه لا يفعل أي خير لشركته أو للناس.

المشكلة أن الأمر لا يتوقف عند المحلات والمطاعم بل يصل إلى عالمنا الإلكتروني حيث يمكن نسخ البريد التافه ملايين المرات بدون تكلفة تقريباً، وبعض المنتديات العربية المنحطة ترسل لمئات أو آلاف الناس رسائل يومية فيها عناوين فاضحة لمواضيع منشورة في المنتديات، وفي الغالب لو حاولت دخول المنتدى ستجد رسالة تطلب منك التسجيل قبل قراءة المواضيع.

لا بأس، هذه منتديات ومواقع منحطة أخلاقياً توقع منها أكثر من هذا، لكن ماذا عن الذي يمارس هذا الإزعاج باسم الدين وتقديم الفائدة؟ أحد هذه المنتديات يرسل لي قائمة مواضيع نشرت في المنتدى الذي يجب أن أسجل فيه لكي أقرأها، أسلوب رخيص لكسب الأعضاء، المشكلة أنني لم أسجل نفسي في قائمته البريدية وهو لا يوفر أي وسيلة لكي أزيل عنوان بريدي من قائمته المشؤومة، أي إزعاج هذا؟

الحمدلله أنني أستخدم بريد جي مايل وباستخدام زر واحد تذهب هذه الرسائل إلى الجحيم، ولا أتعب نفسي بقراءتها مرة أخرى.