ألا تشعر في بعض الأحيان بالسعادة لأنك رأيت شيئاً جميلاً أو عرفت شخصاً قام بفعل شيء جميل؟ ألا تجد نفسك تقول: "الدنيا ما زالت بخير" بعد أن ترى ما يعجبك؟ أنا الآن أشعر بذلك كلما زرت موقع The Arabic Podclass.
هذا الموقع يصلح كدرس صغير للكثير منا، دعني أبدأ بالأخ محمد صالح كيالي صاحب الموقع وهو شاب سوري ويبلغ العشرين من العمر ويدرس الإعلام والصحافة في جامعة دمشق.
محمد في عمر الكثير منا وهو بالتأكيد أصغر من بعض الذين يشتكون في مدوناتهم والمنتديات حول الكثير من الأشياء حولهم ولا يحاولون فعل شيء، محمد مثال لمثل هؤلاء يقول: تستطيع أن تفعل شيئاً إن أردت، تستطيع أن تقدم ما لديك ولو كان قليلاً، وإن لم تكن تملك حتى القليل فتعلم وعلّم، أوضاعنا السيئة لن تتغير بمجرد أن نشتكي.
محمد يقدم في مدونته دروساً في اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهو يستخدم تقنية "البودكاست" أو التدوين الصوتي ويستخدم أيضاً دروساً مصورة، أخبروني، هل فعل كل هذا يصعب على الكثير من شبابنا؟ بالتأكيد لا لكن محمد بادر وأظن أنه أول من طبق هذه الفكرة ولذلك يستحق كل التقدير والتشجيع.
أما المدونة نفسها فهي مدونة مستضافة على خدمة بلوغر المجانية وهذا لا يجعلها أقل قدراً أو أقل كفاءة من المدونات المستضافة على مواقع خاصة، هناك العشرات من المدونات المتميزة المستضافة في خدمات مجانية وستجد بعضها في موقع Blogs of Note الذي يعرض مدونات متميزة تستخدم خدمة بلوغر.
هناك ميزة لمثل هذه الخدمات المجانية، منها أنها مجانية فهي تفتح الباب لكل شخص وتتيح له فرصة امتلاك مدونة، ثم لا حاجة للقلق على الموقع لأنه مستضاف في خدمة موثوقة ولن يضيع أو يتوقف، خدمات الاستضافة التجارية تتوقف وتوقف موقعك في بعض الأحيان لأنك تأخرت يوماً عن دفع تكاليف الاستضافة.
أما استضافة ملفات التدوين الصوتي فقد اعتمد محمد على خدمة أوديو وأما درس الفيديو فقد استضافة في خدمة غوغل فيديو.
ألا تلاحظون؟ كل ما يعتمد عليه محمد كيالي هي خدمات مجانية متوفرة لأي شخص، فلماذا لا يفعل مثله أي شاب آخر؟
قد يقول أي شخص منكم: نعم ... ولكن هناك بعض الملاحظات على هذه المدونة.
أدرك ذلك، لا أقول أن ما يقوم به محمد كيالي خال من الأخطاء أو العيوب، فقد أرسلت له ببعض ملاحظاتي، ما أريد أن أقوله هو أن ما يقوم به محمد جهد يستحق التقدير ومثال ينبغي للكثيرين أن يحتذو به.