إذا أردت إنشاء دار نشر في الإمارات (أبوظبي) فعليك فعل التالي:
- الحصول على رخصة تجارية، ولكي تفعل ذلك عليك أن تحصل على رخصة إعلامية أولاً من وزارة الإعلام التي ألغيت لكنها عملياً لا زالت موجودة.
- إذا حصلت على رخصة إعلامية أكمل إجراءات الرخصة التجارية ومن بينها استئجار مكتب أو محل، بالطبع يمكنك أن تلتزم بالقانون وتفعل ذلك أو يمكنك أن تتلاعب بالقانون وتدعي أنك استأجرت محلاً وأنت في الحقيقة لم تفعل وكل ما لديك هو عقد إيجار غير حقيقي، بالطبع بعض الناس لا يحبون هذا التلاعب وهؤلاء وحدهم هم الذين يأكلون الهم والتعب وخسارة الأموال بسبب قوانين غير مرنة ولا عملية.
- تصور أنك قمت بإنشاء هذه الدار وبدأت عملك، لكي تنشر أي كتاب على مؤلف الكتاب الحصول على الحماية الفكرية من وزارة الاقتصاد التي تطلب منك ثلاث نسخ من الكتاب مع إثبات هوية، هذا إن كنت أنت مؤلف الكتاب، إن لم تكن فعلى المؤلف أن يفعل ذلك بنفسه وإذا أردت أن يكون تحصل دار النشر على الحقوق الفكرية للكتاب فعليك أن تحصل على تفويض من المؤلف وهذا التفويض تأتي به من المحكمة، وأتمنى لك يوماً سعيداً بين أروقة مؤسساتنا الحكومية.
- لنتصور أنك حصلت على شهادة الملكية الفكرية للكتاب، توجه الآن نحو وزارة الإعلام لكي تحصل على ترخيص بطباعة الكتاب فالكتاب يجب أن يراقب أولاً، لا فرق إن كان كتاب أطفال أو كتاباً تربوياً أو كتاب طبخ، كل الكتب تراقب لأنها قد تحوي أشياء خطيرة يبحث عنها المراقب، ولا شيء أخطر على أي مجتمع من بعض الأفكار.
- أبارك لك إنجازك هذا! لقد سمحت لك وزارة الإعلام أن تطبع كتابك، إبحث الآن عن مطبعة، لا تتصل بهم فهذا مضيعة للوقت إلا إذا كنت ستطلب منهم مواصفات الكتاب التي يريدونها منك، لكن من الأفضل أن تزور المطابع لأنك بحاجة إلى اختيار نوع الورق واختيار تفاصيل كثيرة مختلفة، وأنصحك بأن تزور عشرات المطابع وتطلب منهم نماذج لأعمال أنجزوها من قبل لكي تتأكد من جودة أعمالهم.
- طبعت الكتاب؟ هذا إنجاز آخر، لكن القصة لم تنتهي بعد، فأمامك التوزيع وبيع الكتب والاتفاق مع موزع أو مكتبة، هؤلاء يأخذون نصيبهم من سعر الكتاب، وإذا أردت نشر الكتاب في دول أخرى فاستعد لإجراءات الرقابة أيضاً.
- لنتصور أنك اجتزت كل هذه الخطوات ونجحت بحمد الله في نشر الكتاب وتوزيعه، مبيعات كتابك لن تتجاوز المئات وإن كنت محظوظاً ربما تصل إلى ألف أو ألفين، أنت بحاجة إلى بذلك 300% من جهدك لكي تصل مبيعات الكتاب إلى عشرة آلاف أو أكثر، وبحاجة إلى كتاب مميز بالفعل لكي تصل المبيعات إلى مليون نسخة كما حدث مع كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني.
بعد كل هذه الخطوات والتعب، عد إلى منزلك قم بنشر الكتاب إلكترونياً واطلب من الناس نشره وتوزيعه كما يشؤون وبدون أي تكلفة، ستكسب أجراً وستصلك رسائل شكر وتقدير تسعدك، أنت الآن ساهمت بالفعل في نشر الثقافة والمعرفة وبسرعة كبيرة مقارنة مع كل ما يحتاجه الكتاب الورقي، وقبل أن تنام فكر قليلاً في الهراء الذي يقال عن دعم الثقافة واضحك بصوت عالي، وإن كنت متزوجاً فأخبر زوجك بهذه النكتة، إفعل ذلك لكي تكون نهاية القصة: "ثم عاش سعيداً إلى الأبد".
الموضوع التالي: كيف تبحث في الشبكة عن المعلومات؟