لي صديق يعمل إعلامياً لصالح مؤسسة رياضية، وله نشاط جانبي متمثل في عمل التحقيقات وكتابة المقالات ونشرها في المجلات والصحف، أغبط صديقي على وظيفته هذه لأنه أولاً يحبها ولأنه يجد فرصة للسفر لدول مختلفة لتغطية الأخبار.
اتصل بي بالأمس يسأل عن أناس يعملون في الدوائر المحلية في أبوظبي ولديهم الشجاعة الكافية لإبداء آرائهم حول ساعات العمل مع وضع أسمائهم وصورهم في الصحيفة، يسألني عن هؤلاء لأنه حاول إقناع البعض بأن يضعوا أسمائهم فلم يرضوا خوفاً من "المشاكل" التي لم يفصحوا عنها، حتى الأحرف الأولى لا يريدون وضعها بل يريدون الاكتفاء بصفة "مجهول" وهم يتحدثون بشجاعة عن ساعات العمل، لكن ما إن يصلوا إلى موضوع الصورة والاسم حتى تجدهم يتراجعون.
قد يقول أحدكم: معهم الحق في أن يخافوا لأننا في العالم العربي، أقول: لا تنسى أننا في الإمارات، نحن لسنا في هذه الدولة أو تلك والتي لا تريد فيها الحكومات سوى التبجيل التام لكل شيء تفعله الحكومة، نحن لدينا مساحة واسعة لإبداء الآراء ويمكن لأي شخص أن يبدي رأيه في موضوع أقل من عادي وبسيط مثل ساعات العمل.
مشكلتنا أننا نخاف من ظلنا، نخاف من أشياء ننسجها في خيالنا، نخاف وننسى مبادئ أساسية لو تذكرناها جيداً وكنا مؤمنين بها لما خفنا من شيء، ألسنا مسلمين؟ ألا نؤمن بأن الله هو الرازق وأن الله وحده يحي ويميت؟ فإن كانت أرزقنا بيد الله، وأرواحنا بيد الله عز وجل فلم نخاف من عبيد الله؟ أستغرب هذا كثيراً.
جزء كبير من مشاكلنا تنبع من أنفسنا، لا الحكومات ولا الغرب ولا وضعنا الاقتصادي والسياسي، نحن فقط سبب المشكلة ونحن العلاج إن أردنا أن نعالج شيئاً.
وهذا نداء للأخوة في الدوائر المحلية لأمارة أبوظبي، إن كنت أحدهم فاكتب رداً هنا أو راسلني لأن صديقي يبحث عن شخص شجاع مقدام يستطيع أن يقول رأيه حول موضوع خطير جداً يسمى ساعات العمل.