الثلاثاء، 24 يوليو 2007

لا تلفاز بعد اليوم

مضت أشهر منذ أن جلست أمام التلفاز لمدة تزيد عن خمس دقائق، كلما وجدت فرصة لإلقاء نظرة على ما يعرض في هذا الجهاز تزداد كراهيتي له، لم أعد أطيق الجلوس أمامه، للأسف نحن نجلس لنتناول الطعام في غرفة تحوي تلفازاً، وفي هذا الوقت لست أنا المتحكم بما يعرض فيه لذلك أضطر لرؤية ما لا أحب أو في الغالب أحمل الصحن معي إلى غرفتي لأتناول ما أريد بهدوء وأنا أقرأ مقالة أو كتاباً.

أشياء كثيرة تدعوني لكراهية التلفاز مع أنه يحوي فوائد كثيرة إلا أنني أجد أن ما يزعجني يفوق ما يفيدني، فمثلاً معظم القنوات تقطع البرامج لتعرض إعلانات، المشكلة في الإعلانات اليوم أنها تستخدم المرأة كأسلوب رخيص قذر منحط سافل للترويج، أضف إلى ذلك الإعلانات السخيفة وإعلانات البرامج وستجد أن ما يقرب من نصف الوقت الذي تقضيه أمام التلفاز يضيع في الإعلانات، لذلك أجهزة مثل تيفو أصبحت مشهورة في الغرب لأنها تسمح للمشاهد بتجاوز الإعلانات والتركيز على البرامج، مما يعني سخافة أقل وفائدة أكبر وتوفيراً للوقت.

ثم هناك القنوات الرسمية التابعة لدولنا العربية من عمان إلى المغرب، هذه القنوات تتفاوت في درجة تمجيد الحكام، فالأخبار لا تخلو من "استقبل، ودع، أرسل برقية ... إلخ،" أخبار لا فائدة منها، أخبار نسمعها منذ أن ولدنا وحتى اليوم، ماذا جنينا منها؟ ما الذي سيستفيده المواطن المطحون عندما يعلم أن رئيس دولته أرسل برقية تهنأة إلى فخامة "أبو صلامة" رئيس دولة لم نسمع عنها من قبل؟ ثم أليس وقت البث هذا يكلف مالاً؟ من أين أتى هذا المال؟ أليس هو مال عام لي ولك حق فيه؟ لماذا يضيع هذا المال في شيء لا يفيد أحداً؟

واليوم هناك مئات القنوات الفضائية، قنوات سحر وشعوذة، قنوات غنائية ترقص على جراحنا، قنوات مذهبية تبث الفتنة، قنوات رياضية وهذه أفضل بكثير من الأخريات لكنها تتكاثر كل يوم، كم قناة رياضية يحتاج المواطن العربي؟

بين حين وآخر تظهر قنوات متخصصة وهذه أتابعها لفترة حتى تبدأ في التغير لأتركها، قنوات تعرض أفلام ثقافية ووثائقية، لكن للأسف لا تستمر على ما هي عليه فتضيف شريط رسائل نصية وألعاباً وأشياء كثيرة لتضييع الوقت والمال.

هناك قنوات قليلة لا تزيد عن العشر يمكن أن أقول بأنها مفيدة ورائعة، لكن مقابل هذا كله هناك الكثير من الغثاء، لهذه الأسباب وغيرها طلقت التلفاز وأتمنى ألا أعود له أبداً.

الإنترنت بديل أكثر من رائع للتلفاز، هناك برامج وأفلام ومواد مختلفة قام بتأليفها هواة ومحترفون، وهذه المواد لا تحوي إعلانات ويمكنك أن تتأكد من خلوها من أي شيء لا يعجبك، الاختيار لك، بالطبع قد يقول شخص ما: والاختيار لك أيضاً عندما تشاهد التلفاز، وهذه صحيح لذلك اخترت ألا أشاهده أبداً إلا مضطراً.