كل شهر تخرج لنا شركات الحاسوب بحواسيب جديدة، حواسيب لا تختلف كثيراً عن بعضها البعض إلا في المواصفات، ذاكرة أكبر، قرص صلب بمساحة تكفي لحفظ مئات الأفلام المنسوخة، معالج أسرع أو ربما ليس كذلك لكنه يحوي نواتين أو أكثر، شاشة أكبر ... إلخ.
إلى أين نريد أن نذهب بكل هذه الحواسيب؟ هذه الشركات تعزف لحن أغنية قديمة، فهي تأمل بأن تكون مستهلكاً فقط، تتخلص من القديم لتشتري الجديد، وهذا ينطبق على مجالات كثيرة، فالهاتف الذي اشتريته قبل عام لم يعد يصلح وعليك أن تشتري الأحدث، حتى جهاز iPod الذي اشتريته قبل عام أصبح قديماً لأن أبل طرحت جهازاً أحدث بمواصفات أفضل، والبعض يفعل ذلك مع السيارات أيضاً، كل عام هناك سيارة جديدة.
لا شيء يؤكد لنا أن الأحدث هو الأفضل، لا شيء يجبرك على أن تتخلص من حاسوبك القديم الذي مضى عليه خمس سنوات لأنك تستطيع بالتأكيد أن تستخدمه لمعظم الوظائف، هناك أناس يستخدمون حواسيب مضى عليها أكثر من سبع سنوات ولا يجدون مشكلة في ذلك، فهم يتصفحون المواقع ويستخدمون البريد الإلكتروني ويستمعون للملفات الصوتية ويفعلون كل شيء يمكنك أن تفعله بأحدث الحواسيب إلا بالطبع تشغيل الألعاب والبرامج الثقيلة.
ماذا تقول لو أخبرتك عن أناس يستخدمون اليوم حواسيب مضى عليها أكثر من عشرون عاماً؟ نعم الحاسوب سيبقى مفيداً ما دام هناك شخص يعرف كيف يستفيد من قدراته، والحواسيب القديمة يمكنها أن تقدم الكثير.
هذه مقدمة صغيرة إلى سلسلة مواضيع سأتحدث فيها عن حواسيب قديمة متميزة، وماذا يمكننا أن نتعلم من هذه الحواسيب.