في الماضي كان نظام ويندوز وبرامج أوفيس هي البرامج الأساسية التي تجعل المرء يرغب في شراء حاسوب أو لنقل أنها السبب الرئيسي، لكن اليوم تغير هذا الواقع مع انتشار الشبكة إذ أصبحت الشبكة نفسها هي السبب الأساسي لاستخدام الحاسوب، نعم قد يستخدم أي إنسان ويندوز وبرامج أوفيس، لكنه بدون اتصال بالشبكة لن يستطيع أن يستفيد كثيراً من حاسوبه، أصبحت الويب هي ما يسمى The Killer App أو بترجمة حرفية "التطبيق القاتل".
لماذا أصبحت الشبكة هي الأساس في استخدام الحاسوب؟
العمل من أي مكان
الكثير من الناس يعملون اليوم من أي مكان، في المنزل أو في المقهى أو في الحديقة، يسافرون إلى أي بلد ويقضون إجازتهم وفي نفس الوقت ينجزون أعمالهم، أصبح العمل مختلطاً بالترفيه، وفي بعض الأحيان أصبح العمل هو في حد ذاته الترفيه.
مرونة الحركة وقضاء الوقت في العمل ستجعلنا نبتعد شيئاً فشيئاً عن الشكل التقليدي للوظائف، فلا حاجة للذهاب في الصباح إلى مقر العمل والعودة في المساء، البعض الآن ينطلق من منزله إلى العميل ويعقد صفقة أو يعرض سلعة ويتصل بالشبكة ليجد كل ما يريد من بيانات، وعندما ينهي عمله يمكنه أن يتصل بموقع شركته أو يرسل بريداً يؤكد فيه أنه أنجز العمل المطلوب.
هذه المرونة لم تكن متوفرة في الماضي، واليوم مع ويب 2.0 وتطبيقاتها أصبح المرء قادراً على التنقل بينما عمله موجود في الشبكة ويستطيع أن يصل له من أي مكان.
التعاون مع الآخرين
لعل أحدكم يتذكر كيف أنه يكتب وثيقة أو تقريراً ثم يحفظه على قرص مرن ويذهب به إلى أحد الزملاء ثم ينتظر أن يعود له القرص بالتعديلات التي أدخلها زميله في العمل، ثم يذهب القرص إلى شخص آخر وربما إلى المدير ليعود إلى الموظف الأول، وهكذا يضيع اليوم في تنقلات غير ضرورية.
اليوم يمكن توفير هذا الجهد والوقت في تطبيقات ويب 2.0، فبدلاً من إرسال القرص المرن يمكن للموظف أن يرسل رابطاً للآخرين يشير إلى الوثيقة أو التقرير المطلوب إنجازه، وكل موظف يستطيع الوصول إلى الوثيقة من خلال متصفحه، فيقوم بتعديلها ويعلق عليها ويبدي ملاحظاته حتى ينجز العمل المطلوب، ولا حاجة لتضييع الوقت في محادثات جانبية وأقراص مرنة متنقلة من يد إلى يد.
العالم بين يديك
كم مرة سمعت في إعلان ما هذه الجملة؟ يقولون أن العالم بين يديك لكن في الحقيقة لم يحدث ذلك إلا مؤخراً عندما أصبحت الشبكة في متناول الكثير من الناس وبسعر رخيص، والعالم أصبح بالفعل بين يدي المستخدم إذ يستطيع الحصول على أي بيانات ومعلومات ويتابع ما يشاء من أخبار.
في موضوع سابق قلت بأن فصل المحتويات عن العرض هو أحد أهم خصائص مواقع ويب 2.0، ولأن المحتويات أصبحت حرة يمكن لأي شخص الآن أن يضيفها إلى ما يشاء من أعماله التي يريد إنجازها، فبدلاً من تقرير يحتوي على عشرات الصفحات المكتوبة لم لا يضيف كاتب التقرير صوراً وملفات فيديو؟ نعم لا شيء يمنع من أن يكون التقرير مصوراً وبالفيديو سوى تمسك بعض الإدارات بالأسلوب القديم.
ويمكن لأي شخص أن يصل إلى أهم البيانات والإحصائيات ويراسل مؤسسات دولية وحكومية لكي يحصل على ما يريد من معلومات، هذا لم يكن متوفراً في الماضي.
ماذا يعني كل هذا؟
لم يعد الحاسوب هو الجهاز الوحيد الذي يمكن استخدامه للوصول إلى المعلومات، لم يعد نظام ويندوز هو الوحيد الذي يمكن استخدامه، بسبب المعايير القياسية تقنيات الويب أصبح المتصفح هو البرنامج الأهم ولذلك أي جهاز وأي نظام تشغيل يحوي متصفحاً جيداً يمكنه أن يصل إلى المعلومات على الشبكة.
في المستقبل القريب ستصبح الهواتف هي الأجهزة الرئيسية، ستصبح الشبكات الاجتماعية على الشبكة تعتمد كثيراً على الهواتف النقالة، وسيصبح الهانف هو المركز الرئيسي للتواصل واستهلاك محتويات الشبكة، هذا يحدث الآن في بعض الدول مثل كوريا واليابان وفي طريقه إلى أوروبا وأمريكا وبالتأكيد سيصل لنا ولو متأخراً.
أمثلة مواقع ويب 2.0
هذه بعض المواقع التي أعنيها في موضوعي:
- Twitter، شبكة اجتماعية تشبه المدونات لكن بحجم أصغر بكثير وبخصائص أقل، وهي محجوبة في الإمارات ... مبروك!
- Facebook، بعض المتخصصين في التقنيات يرون أن هذا الموقع هو مايكروسوفت القادم أو غوغل الجديد، وهو شبكة اجتماعية لا أفهم وظيفتها كثيراً.
- Zoho، طقم تطبيقات مختلفة كمعالج الكلمات والجداول الممتدة والبريد وخدمة الدردشة وغيرها.
- تطبيقات غوغل خدمات غوغل يمكنك أن تستخدمها لموقعك أو لشركتك أو للعائلة.
- 37signals، الشركة المعروفة التي تقدم تطبيقات ويب مشهورة.
زر هذه المواقع واطلع على خدماتها، حاول أن تتعلم شيئاً منها، ولعلك تستخدمها لأغراض شخصية أو لإنجاز العمل، نحن بحاجة إلى مواقع مماثلة تقدم خدمات عربية، لأن بعض هذه التطبيقات لن نجدها معربة لأن شركاتها ليست مهتمة بالجمهور العربي، وهذا أمر طبيعي، هناك مواقع كورية وصينية وتركية فلم لا نرى العربية؟
سيقول البعض بأن هناك مواقع ويب 2.0 عربية وأنا أعرفها، لكن أين هي المواقع العربية التي تقدم شيئاً مماثلاً لما ذكرته أعلاه؟ ليس هذا نقداً هداماً بل دعوة للتحرك وفعل شيء واغتنام الفرصة لمن يستطيع فعل ذلك.