يأتي العيد ويأتي معه التسوق! لا أحب الخروج للسوق في هذه الفترة خصوصاً في المساء حيث يكون الازدحام على أشده، لكن المنزل بحاجة دائمة لشراء بعض الاحتياجات والإعداد للعيد ولا يوجد أحد متفرغ لهذه الأمور إلا العبد الفقير إلى الله وفي الحقيقة ليس لدي خيار فلا يمكنني أن أرفض الذهاب إلى السوق.
ذهبت قبل أسبوع تقريباً مع أهلي لشراء قطع أثاث ولاحظت عند خروجي من المحل أن الفاتورة التي حصلت عليها تحوي في الخلف قائمة "الشروط والأحكام" وهي مجموعة شروط توافق عليها بمجرد أن تستلم الفاتورة، بمعنى آخر أنت لا تعرف هذه الشروط حتى تشتري، وفي الغالب لن تسأل عنها ولن يخبرك عنها أحد وأظن أن معظم الناس لا يهتمون بقراءة هذه الشروط، لكنني أقرأها وأحاول أن أقيس مدى احترام المتجر للزبائن من خلال أسلوب كتابة هذه الشروط.
متجر الأثاث الذي اشترينا منه مشهور ومعروف وهو هوم سنتر وهذه بعض شروطه التي يضعها في الفاتورة:
يمكن استبدال المنجات المشتراة منا إذا أعيدت خلال سبعة (7) أيام من تاريخ الشراء مع جميع الملحقات ومواد التغليف الأصلية والفاتورة الأصلية.
جميل جداً، من المفترض أن توفر معظم المحلات فرصة للزبون لكي يستبدل المنتج الذي اشتراه، بالطبع هناك منتجات لا يمكن استبدالها مثل الملابس لأسباب صحية وقطع القماش والأغذية وغيرها، أما ما عداها فيمكن استبدالها، لكن معظم المحلات تضع الجملة المشهورة "البضاعة لا ترد ولا تستبدل".
لن نرد مبالغ نقدية تحت أي ظرف.
المشكلة تبدأ هنا، هذا الشرط يعني أنك إذا اشتريت بضاعة منهم ولسبب ما لم تصلك البضاعة في الموعد المتفق عليه وثم اتصلت بهم وزرتهم مرة أخرى وفعلت كل ما تستطيع لكي تصلك البضاعة ثم قررت أنك لا تريدها لأنهم سيتأخرون بضعة أيام أخرى وطلبت منهم استرجاع مالك فلن يعيدوه لك، بل عليك أن تقبل بضاعتهم شئت أم أبيت، سواء قدموا لك خدمة جيدة أو سيئة.
ثم لهجة هذا الشرط حادة أكثر من اللازم، كان بإمكانهم أن يقولوا: "لا يمكن أن نرد المبالغ النقدية تحت أي ظرف" أو يكتبوها بأسلوب أكثر لطفاً بدلاً من استخدام "لن" القاطعة.
لن نوافق على تبديل المنتجات التي يتم شراؤها خلال فترة التنزيلات/العروض الترويجية.
"لن" مرة أخرى، كأن الفاتورة أصبحت خطبة من خطب العرب العصماء ... لن نقبل ... لن نتنازل ... لن نرضخ، لكن الفرق بين الفاتورة والخطب العصماء أن الفاتورة تعني حقاً ما تقول بينما الخطب العصماء هي مجرد كلام فارغ للاستهلاك العربي فقط حيث قبلنا وتنازلنا ورضخنا ولا زلنا نردد نفس الكلام.
ما الفرق بين المنتجات التي اشتريت في فترة العروض عن المنتجات التي الأخرى التي اشتريت قبل فترة العروض؟ كزبون لا يهمني الفرق هنا، قد تكون هناك مشكلة ما في نظام الحاسوب لا تسمح لهم بإعادة هذه البصائع أو تكون سياسية إدارية لا تفسير لها، كل هذا لا يهمني، لماذا لا أستطيع استبدال البضاعة في فترة العروض؟ هل يوجد هناك أحد يستطيع أن يشرح لي أنا العبد الفقير ما الحكمة من هذا الشرط؟
لن نلتفت إلى طلبات التبديل خلال فترة التنزيلات/العروض الترويجية.
هل هذا تكرار للشرط السابق؟ أم أنه يعني بأنك لو اشتريت بضاعة قبل فترة العروض وعدت في اليوم التالي لتجد أن العروض قد بدأت فلن يستبدلوا البضاعة؟ لا أدري.
لن نتحمل المسؤولية عن المنتجات التي لا يتم استلامها خلال 20 يوماً من تاريخ الفاتورة ونحتفظ بحقنا في تحويل تلك المنتجات إلى أشخاص آخرين عند الضرورة.
حسناً، إذا حولت البضاعة إلى شخص آخر فما الذي سيحدث لمالي الذي دفعته؟ هل سأسترجعه أم علي أن أنتظر أسابيع أخرى لكي تصلني البضاعة؟ الفاتورة لا تشرح.
هذه عينة من فاتورة واحدة ولو دققنا النظر قليلاً في فواتير المحلات الأخرى لوجدنا المزيد من هذه الشروط التي تحاول حماية حق الشركة بكل وسيلة بينما لا تهتم أبداً بحق الزبون.
إذا أردنا أن نمارس "حماية المستهلك" فعلينا أن نبدأ بأنفسنا ولا ننتظر وزارة الاقتصاد ولا جمعية حماية حقوق المستهلك، لم لا يقوم شخص ما بإنشاء مدونة متخصصة في هذا المجال؟ أرى أنها فكرة رائعة لا بل ضرورية، من المهم أن نعرف قوانين وإجراءات حماية المستهلك في دول أخرى ونقارنها بالوضع لدينا، من المهم أن نعرف ما الذي تقوم به المؤسسات لدينا عند تعاملها مع الزبائن، ومن المهم أن نقيم حملات مقاطعة لبعض الشركات التي تمادت كثيراً ولم تعد تكترث بالزبائن ومن المهم أيضاً أن نتابع أسعار المنتجات.
هناك موقع الحملة الوطنية الإمارات لمقاطعة المنتجات الزائدة أسعارها، لكن يبدو لي أن الاسم طويل ولو أخذنا الحرف الأول من كل كلمة سنجد كلمة غير مفيدة "حوإلمزأ" فأتمنى من القائمين على الموقع اختصار الاسم.
الموقع يحوي منتدى يناقش جوانب مختلفة من حماية المستهلك، لكنني أفضل لو أن في الموقع نفسه مدونة أو مقالات تنشر أسبوعياً عن الموضوع لمن لا يحب المشاركة في المنتديات.