في عدد سبتمر- أكتوبر من مجلة آفاق علمية قرأت معلومة تقول بأن الأمريكان يقضون أمام التلفاز من 15 إلى 20 ساعة كل أسبوع، والأوروبيون يشاهدونه بمعدل 21 ساعة في الأسبوع، أما العرب فيشاهدونه 35 ساعة في الأسبوع!
تخيل هذا الرقم! 35 ساعة في الأسبوع، هذا يعني أن 100 مليون عربي مثلاً يستهلكون 3 مليارات و500 مليون ساعة كل أسبوع أمام التلفاز فقط، هل تتصور هذا الرقم؟ لو أن نصف هؤلاء قاموا بعمل منتج يعطيهم دولاراً واحداً مقابل كل ساعة لأنتجوا ملياراً و750 مليون دولار في الأسبوع الواحد.
هل تعلم أن مبنى إمباير ستايت احتاج 7 ملايين ساعة عمل لإنجازه؟ لو أن 100 مليون عربي استبدلوا الساعات التي يقضونها في في مشاهدة التلفاز بساعات يبنون فيها البنايات لتمكنوا من بناء 500 مبنى مثل الإمباير ستيت.
قناة بنما احتاجت إلى 20 مليون ساعة عمل لحفرها، هذا يعني أن 100 مليون عربي يمكنهم حفر 175 قناة مماثلة.
دعوني أفترض أن إنشاء كيلومتر واحد من شارع معبد ومرصوف يحتاج إلى 20 ساعة عمل، لو استبدلنا ساعات التلفاز بساعات إنشاء الطرق لتمكنا من إنشاء 175 مليون كيلومتر من الطرق.
تذكروا أن هذه الأرقام هي ارقام افتراضية حسبتها على أساس أن 100 مليون عربي يشاهدون التلفاز، ونحن 300 مليون وأكثر، تخيل العدد الهائل من الساعات والأموال التي تذهب هدراً فقط لأننا نشاهد التلفاز.
التلفاز في العالم العربي يجب أن يصبح العدو الأول لنا، وهو كذلك لكن الناس عامة يرونه الوسيلة الأفضل لقتل الوقت، فنقتل أوقاتنا ونقتل أنفسنا ونضيع الملايين والمليارات على مسلسلات وبرامج هابطة ثم نريد أن نكون الأفضل في العالم، نريد أن نحرر بلدانا من الاستعمار، نريد أن نحرر أنفسنا من التبعية للغرب والشرق، نريد ونريد ونريد ... دعونا أولاً نتحرر من عبوديتنا للتلفاز.