سبق أن اشتكيت من موضوع إثبات الهوية في المؤسسات الحكومية والخاصة، فأنا لا أملك رخصة قيادة سيارة، وأحمل معي دائماً البطاقة الصحية والتي لا يعترف بها كإثبات هوية مع أنها تحوي صورة وإسمي بالعربية والإنجليزية وهي بطاقة رسمية صادرة من جهة حكومية، مع ذلك علي أن أحضر جواز سفري إن أردت إنهاء معاملة حكومية.
الآن الوضع سيتغير، شئت أم أبيت سيتغير، فعلى كل مقيم في الإمارات أن يقوم بإنشاء بطاقة هوية والبطاقة ستحوي معلومات مختلفة:
- صورة شخصية.
- تاريخ الميلاد.
- تاريخ الإصدار، تاريخ الانتهاء.
- بيانات البصمات.
- شهادة إلكترونية، وهذه لم أفهمها لأن الموقع لا يوضح ما هي هذه الشهادة.
- بيانات أخرى للمقيمين.
الموقع يقول بأن البطاقة آمنة وستحوي أحدث التقنيات التي تمنع استخدامها في التحايل أو التزوير، وأنا لا أستطيع أن أثق بهذا الكلام، لأنني قرأت في مواقع كثيرة عن أناس عاديين يستخدمون إلكترونيات بسيطة متوفرة بسعر رخيص يمكنها أن تقرأ محتويات هذه البطاقات حتى لو كانت مشفرة، فالتشفير يمكن كسره، لكن لا بأس، هذه جهة حكومية ولكي أكون مواطناً صالحاً علي أن أغض النظر عن هذه المشكلة وأدعوا الله ألا يستغل أحدهم البطاقة وينتهك خصوصيات الناس، ثم في الحقيقة ليس لدي خيار فلم يستشرني أحد حول البطاقة، فالقرار نزل والبطاقة إلزامية وإلا الغرامة.
المشكلة تبدأ من هذه الصفحة حيث تبدأ في اختيار لغة استمارة التسجيل، لاحظوا متطلبات النظام:
- متصفح إنترنت اكسبلورر 5.0 أو أعلي.
- يجب إعداد المتصفح لقبول النوافذ المنبثقة (pop up windows).
- طابعة ليزر: يجب طباعة الطلب بواسطة طابعة ليزر للتمكن من قرائته عند الحضور لمركز التسجيل.
عفواً؟! متصفح إكسبلورر؟ أنا لا أستطيع استخدام هذا المتصفح لأنني أستخدم لينكس، مستخدمي حواسيب أبل لا يمكنهم فعل ذلك أيضاً، حتى لو كنت أستخدم نظام ويندوز فلن أستخدم إكسبلورر، لماذا لا تتعب هيئة الهوية نفسها قليلاً وتجلب مطور مواقع ومبرمج قادر على إنشاء صفحة استمارة تسجيل لا تحتاج متصفح معين أو نظام تشغيل معين؟
أما إعداد المتصفح لقبول النوافذ المنبثقة فهذا شرط آخر لا يعطيني أي تصور إيجابي عن مبرمج الموقع، لماذا لا تختصرون على الناس وتلغون هذه الشروط من أساسها؟ يمكنكم فعل ذلك بقليل من الجهد، وظيفة المبرمج هي إزالة التعقيد لا إضافة المزيد منه على حياة الناس.
أما شرط طابعة الليزر فهذا أغضبني حقاً ولم أنتبه له إلا اليوم ولهذا أكتب هذا الموضوع، أنا لا أملك أي طابعة لكن أهلي يملكون طابعات مختلفة كلها تستخدم الحبر وليست طابعات ليزر، لماذا يا هيئة الهوية تضيفون المزيد من التعقيد على ما يجب أن يكون بسيطاً؟ لماذا أحتاج إلى طباعة الاستمارة في حين يمكنكم تخزينها وكل ما علي فعله هو طباعة رقم الاستمارة الذي يجب أن يكون مميزاً ولا يعرفه أحد غيري، ثم في مقر هيئة الهوية يمكنكم أن تطبعوا الاستمارة بأنفسكم.
الآن لكي أقوم بإنشاء البطاقة علي أن أشتري طابعة ليزر وهذه تكلفني من 350 إلى 700 درهم، وعلي أن أستخدم نظام ويندوز ومتصفح إكسبلورر، ثلاثة أشياء لا أريد القيام بها مع ذلك سأجبر على فعلها وإلا سأعرض نفسي لغرامات.
ثلاثة أشياء يمكن لهيئة الهوية أن تعالجها بقليل من الجهد، فلا يحتاج أحدنا لاستخدام متصفح معين أو شراء طابعة، لكنه الإهمال والكسل وعدم السعي إلى إيجاد أبسط الحلول.
بالمناسبة يا هيئة الهوية ... حصولي على البطاقة لن يجعلني أشعر بأي زيادة في الوطنية، لأن الوطنية لا تحتاج إلى شعارات وبطاقات وخطب ومحاضرات، الوطنية هي أن يكون المواطن مواطناً في أرضه لا أن يصبح غريباً وتزداد غربته كل يوم في وطنه.