الأربعاء، 9 يناير 2008

كتاب: The Children’s Machine

مؤلف الكتاب هو سيمور بابرت الجنوب إفريقي، مطور لغة البرمجة لوغو ورائد في مجال استخدام الحاسوب في التعليم، نشر العديد من المقالات والبحوث والكتب حول الحاسوب كأداة مساعدة للتعليم، ومن الكتب كتابي Mindstorms وكتاب The Children's Machine.

بينما كنت أقرأ الكتاب تمنيت لو أنني أستطيع أن أقول للبعض: أرأيتم؟ لست وحدي الذي يملك هذه الآراء حول التعليم، قد لا تقبلون رأيي لأنني لم أنجح في التعليم ولست متخصصاً في هذا المجال، لكن ما رأيكم الآن بآراء رجل أكاديمي لديه تجارب طويلة مع التعليم؟

لكي أختصر ملخص الكتاب سأضعه في نقاط سريعة:

  • عصر المعلومات = عصر التعليم.
  • حجم التعليم اليوم أكبر بكثير من حجمه في الماضي.
  • قابلية التعلم تعتبر ميزة تنافسية للدول والشركات والأفراد.
  • تصور أن جراحاً ومعلماً من القرن التاسع عشر جاؤوا عبر آلة الزمن إلى القرن الواحد والعشرين، كيف ستكون ردود فعلهما على آخر التطورات في مجال تخصصهما؟ الجراح لن يفقه شيئاً لأن كل شيء أمامه حديث ومتطور ودقيق، أما المعلم فلن يجد صعوبة في فهم ما يحدث في مدارس اليوم لأن مدارس اليوم لا تختلف كثيراً عن مدارس الماضي إلا في أدوات التعليم الحديثة.
  • التعلم الذاتي نمارسه دوماً ومنذ ولادتنا، فقد تعلمنا الكلام والمشي والتفاعل الاجتماعي بدون كتب أو معلمين أو مدارس.
  • المدارس لا تستغل الحاسوب بشكل صحيح، فهي تعلم الحاسوب كأنه وحدة علمية خاصة تلقمها للطالب ثم تنتقل إلى شيء آخر، تفعل هذا بدلاً من أن تستخدم الحاسوب في التعليم.
  • التقنيات يمكنها أن تجعل التعليم غير مركزي، لا شيء يجبرنا اليوم على حبس الطلاب في مكان واحد، يمكن للتعليم أن ينتقل إلى أرض الواقع.
  • يظن البعض بأن المعلمين هم العقبة الأساسية أمام تطوير التعليم وهذا غير صحيح، المعلم مجرد حلقة أخرى في نظام متكامل وعليه أن يؤدي الكثير من المهمات الكريهة التي يفرضها النظام عليه مثل وضع العلامات والواجبات المنزلية.
  • الامتحانات المدرسية لا تخرج إلا بإحدى النتيجتين، إما النجاح أو الفشل، لكن الحياة العملية لا تعمل بهذه الطريقة، فنحن نجرب ونخطأ وننتقل من تجربة إلى أخرى حتى نصل إلى الجواب الصحيح.
  • عندما لا يستطيع طالب أمريكي تعلم الفرنسية فلن يقول شخص ما "الطالب لديه نقص في مهارة الفرنسية" لأنه لو عاش في فرنسا لتعلم اللغة وأتقنها، ماذا لو طبقنا هذا على مواد أخرى مثل الرياضيات، ماذا لو عاش الناس في أرض الرياضيات ألن يتمكنوا من تعلمها بدون أي صعوبة؟
  • الوقت جزء من عملية التعلم لكن في النظام التعليمي نجعل الوقت وسيلة ضغط على الطالب لاختبار قدراته بينما في الحياة العملية الجراح يحتج إلى وقت طويل لإجراء عملية في القلب، ورجل الأعمال يحتاج إلى وقت للتفاوض والتواصل، لا أحد يقف بجانبنا ويحسب لنا أوقات كل مهمة نؤديها ويحدد ما إذا نجحنا أو فشلنا.

الكتاب لا يتحدث كثيراً عن تقنيات أو برامج محددة، بل يتحدث عن الحاسوب والتعليم بشكل عام، والمؤلف يذكر قصصاً عن كيفية استخدام الحاسوب بشكل صحيح، فمثلاً هناك قصة الطالب الذي لم متفوقاً في الرياضيات وباستخدام الحاسوب تمكن من تطبيق ما يعرفه عملياً وزاد من معرفته بالتجربة والخطأ، تطلب هذا الكثير من الوقت لكنه في النهاية أنتج شيئاً خاصاً به، لا يمكن للنظام التعليمي التقليدي المعتمد على التلقين أن يجعل هذا الطالب مبدعاً بنفس الطرق القديمة، أضف إلى ذلك أن هذا الطالب تعاون مع طالب آخر مبدع في مجالات فنية في مشروع يدمج العلم بالفن، هذا الدمج بين العلم والفن مرفوض في النظام التعليمي التقليدي، فالفن ما هو إلا حصص يأخذها الطالب كل أسبوع وتتقلص مع صعود الطالب في مراحل التعليم.

مثال آخر هو لطالبة صغيرة لم تكن تستطيع فهم الكسور بالطريقة التقليدية، كانت تتصور فقط أن الكسور ما هي إلا كعكة مقسمة ولا تستطيع أن تنظر إلى أبعد من ذلك، في مشروع التعلم بالحاسوب طلب من هذه الطالبة أن تقوم بإنشاء مادة تعليمية حول الكسور، وقد فعلت ذلك وأصبحت خبيرة بين الطلبة في هذا المجال، أصبح مفهوم الكسور متعلقاً بكل شيء فالكسور موجودة في كل مكان، 25 فلساً كسر من الدرهم، نصف ساعة، تنزيلات على سلعة ما، إلخ.

من الصعب تلخيص الكتاب لأنه يحوي أفكاراً كثيرة، من أهمها:

  • يمكننا أن نتعلم بأنفسنا.
  • الحواسيب وسائل للتعلم وليست مادة نتعلمها.
  • لتغيير النظام التعليمي الحالي لا بد من تغيير أساس التعليم كلياً وليس وسائله.

أنصح بشراء الكتاب لكل مهتم بالتعليم ولكل مهتم بالحواسيب أيضاً.