السبت، 29 أبريل 2006

قابلية الوصول للصم … وهواتف نقالة

تحدثت في هذه المدونة من قبل في مواضيع متفرقة عن قابلية الوصول للمواقع وعن أهمية أن تطور المواقع لتكون سهلة الوصول للجميع بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كنت أركز في الماضي على المكفوفين، ونشر الأخ علي العمري مقالة حول التقنيات التي يستخدمها المكفوفين، وأود اليوم أن أتحدث عن من يعاني من فقدان أو ضعف السمع، لأننا لم نتحدث من قبل في المواقع العربية عن هذا الموضوع - على حد علمي - وأريد أن أنبه إلى بعض النقاط المهمة في هذا الموضوع.

يستطيع فاقد حاسة السمع أن يتعامل مع المواقع بشكل طبيعي إن كان لا يعاني من أي إعاقة أخرى، المشكلة تكمن في الصوتيات، كاللقاءات والمحاضرات وملفات الفيديو والفلاش، الكثير من المواقع لا تقدم بديلاً نصياً لهذه الملفات، لذلك إن أردت أن يصل من فقد سمعه إلى محتويات هذه الصوتيات قم بتوفير بديل نصي يستطيع الجميع قرأته، هذا البديل النصي سيستفيد منه الأصحاء أيضاً، فقد يفضل أحدهم قراءة نص اللقاء أو المحاضرة بدلاً من إنزال ملف كبير الحجم.

يمكن إضافة نص لملف الفيديو، يعرض ماذا يقول المعلق أو المتحدث، ويمكن إضافة مترجم يتحدث بلغة الإشارة كما تفعل بعض فضائياتنا حينما تضع شخصاً ما في جزء من الشاشة يتحدث بلغة الإشارة ليترجم ما يقوله المذيع لمن فقد حاسة السمع.

إن كنت تريد قراءة المزيد عن هذا الموضوع فعليك بالرجوع إلى الفصل الثالث عشر من كتاب Building Accessible Websites، واقرأ مقالة ما هي قابلية الاستخدام؟ التي نشرت في مجلة ألست أبارت، فهي تشرح هذا الموضوع بأسلوب مبسط.

هاتف نقال للصم

كيف يمكن لمن فقد السمع أن يستخدم الهاتف النقال؟ قد يظن البعض أن الأصم لا يمكنه أن يستفيد من تقنيات الاتصال، لكن الآن هناك تقنيات ظهرت تعطي فرصة للصم أن يستفيدوا من تقنيات الاتصال فيملكوا هواتف نقالة تناسبهم.

حسناً، ليست هواتف نقالة، بل حواسيب كفية تسمح لهم بإرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة والبريد الإلكتروني وتوفر لهم خصائص أخرى مثل الدردشة، برامج تنظيم الوقت والمواعيد وغيرها.

أحد هذه الحواسيب هو أوغو يحوي شاشة كبيرة ملونة ولوحة مفاتيح كاملة ويمكن استخدامه للدردشة وللبريد الإلكتروني وللرسائل النصية القصيرة، هذا الجهاز لم ينجح في الولايات المتحدة لكنه وجد النجاح في دول أخرى، إذا اشترك الزبون في الخدمة وحصل على الجهاز يمكنه استخدامه مقابل دفع مبلغ ثابت كل شهر، بمعنى آخر يمكنك إرسال واستقبال ما تشاء من البيانات بتكلفة ثابتة شهرياً.

هناك أجهزة أخرى لكنها تضيف خصائص الهواتف النقالة، مثل جهاز دينجر هبتوب، وبلاكبيري، وتعتبر هواتف نقالة ذكية لأنها تجمع بين خصائص الحواسيب الكفية والهواتف النقالة.

جهاز آخر يسمى Zipit، وهو يعمل بتقنية واي فاي اللاسلكية، ومخصص للدردشة والشركة تسوقه للمراهقين والشباب، لكنه في الحقيقة يناسب الآخرين أيضاً، والجهاز يستخدم نظام جنو/لينكس لذلك قام البعض بإضافة بعض الخصائص الجديدة للجهاز، إقرأوا عن هذه الإضافات في موقع لينكس ديفاسز وآيبو هاك وإيلك غروف وايرليس.

هذه الأجهزة وغيرها يمكن للصم استخدامها للتواصل في ما بينهم، أتمنى أن تنتبه شركات الاتصالات لدينا لهذه الفئة وتوفر مثل هذه الأجهزة.

في الختام: كان هذا موضوعاً سريعاً عن قابلية الوصول والصم، أردت فيه أن أفتح الباب للحديث والنقاش والبحث لكي نزيد من وعينا واهتمامنا بذوي الاحتياجات الخاصة.